الأخرى أو عدها محكومة الزوال ، ونرى القسوة بالغة أشدها.
وفي هذا كله نرى العراق في حالته الراهنة عند استيلاء أحد الفريقين لم ينل إدارة ذاتية ، أو حكومة شعبية ولو لصنف من صنوفه ... إلا أن الحكومة العثمانية كانت أوسع صدرا لإدارة الشعوب المختلفة لتمرنها في مملكتها الأصلية على مثل هذه الإدارة كما أنها تحترم مقدسات الأخرى دون العكس مما خذل سياسة إيران وأحبطها في غالب الأحيان في وقائع تاريخية مختلفة.
مضى ما جرى بين الحكومتين فيما يخص العراق ونجد الحكومة العثمانية فلت من غرب الإيرانيين وعركتهم عركة بعثرتهم. وكان ذلك في وقعة چالديران عندما كانوا في إبان نشاطهم وتمكنهم من الاستيلاء على إيران والعراق ودخولهما في حوزتهم ... ثم أعقبت الحكومة العثمانية ذلك بضربة أخرى عام ٩٤١ ه ـ ١٥٣٤ م على يد السلطان سليمان القانوني فاستولت على العراق بالوجه المشروح ثم طرأ ضعف على الحكومتين معا إلا أن الحكومة الصفوية أيام الشاه عباس الكبير (سنة ٩٩٥ ه ـ ١٥٨٧ م : ١٠٣٨ ه ـ ١٦٢٩ م) تمكنت من استعادة النشاط والقوة. هاجمت بغداد فاكتسحتها. انتزعتها من بكر صوباشي. ثم بذلت الحكومة العثمانية جهودها لمحاولة الاستعادة لسنين حتى نهض السلطان مراد الرابع بنفسه بعد أن نظم إدارته الداخلية ، وأمن الحالة الخارجية بمعاهدات عقدت مع المجاورين الآخرين وتفرغ بعد ذلك كله لحرب إيران فكانت وقيعته بإيران مؤلمة قاسية جدا لم تقم لإيران بعدها قائمة تذكر مدة حكم الصفويين ...
ومن ثم عقدت المعاهدة مع إيران وتأسس الصلح. وبهذا تثبتت المواثيق والعهود فزالت حالة اختلال الموازنة وأن الواحدة كانت تحاول إمحاء الأخرى والسيطرة على ممالكها. كانت آمال كل واحدة قوية