وكانت المدينة قبل هذا سلمت مفاتيحها إلى (جعفر بك). وجاء في جامع الدول : «ولما قرب الموكب من بغداد هرب حاكمها محمد خان تكلو. تركها خالية فبلغ الخبر إلى الركاب السلطاني فأرسل أولا الوزير فدخلها في ٢٢ جمادى الأولى بلا نزاع ولا قتال ، ثم دخلها السلطان بعد يومين في ٢٤ من الشهر المذكور ...» ا ه (١).
وفي گلشن خلفا أن الشاه لم يستطع مقاومة السلطان حينما توجه إلى بلاده وتوغل في إيران فاستولى على آذربيجان ، ولم يقدر على صده ، فصار يهرب من وجهه إلى هنا وهناك خائفا ، متخفيا ، وغرضه تعجيز السلطان. ولذا عزم السلطان أن يمضي إلى بغداد ، فوصل الخبر إلى والي بغداد محمد خان تكلو ، فأصابه الهلع ، واستولى عليه الرعب.
وفي هذه الأثناء اكتسح إبراهيم پاشا مع أولامه بك تكلو مدينة الموصل ، وأن أولامه بك هذا كتب إلى رجال قبيلته (تكلو) في بغداد رسائل ينصحهم ويحثهم على تسليم بغداد إلى السلطان ، فيها من الترغيب تارة والترهيب أخرى ما يقتضيه المقام ويحذرهم عاقبة العناد ، فكان جواب محمد خان تكلو الرد. وأبدى عدم الإذعان وبين أنه مستعد للكفاح إلا أن الشاه بعث إلى والي بغداد بابن الغزالي من تكلو أيضا يوصيه بالعودة إلى إيران وأن ينجو بمن معه. ومن ثم دعا الوالي قبيلة تكلو ، واستطلع رأي رجالها ، فعارضوا في الذهاب إلى إيران ، وأصر الكثيرون إلا أن نحو ألف رجل منهم وافق محمد خان تكلو. وفي هذا الحين ورد (رجب دده) نديم الشاه يوصيه بالإسراع في العودة. فاضطرب الوالي ، ولم يقر له قرار لا سيما وقد سمع أن السلطان وصل إلى خانقين وقله (قولاي) بجنوده ، فاضطر أن يدعو قبيلة تكلو مرة أخرى
__________________
(١) جامع الدول. ومنشآت فريدون. ومنازل العراقين. وتاريخ العراق ج ٣ ص ٣٦٧.
وفي الأخير إيضاح.