بهذه الآثار ، وغالبها محفوظ في الجوامع والمساجد ، أو لدى بعض الأسرات القديمة أو الحديثة. وأن الحوادث العلمية تعين مقدار العناية بها عناية لا مزيد عليها كما أن أهل البر بين حين وآخر يقدمون للوقف ما عندهم من مؤلفات وكتب وأموال حبا بالأجر ونيل الثواب والحرص على ثقافة الأمة.
١ ـ الأدب العربي والآداب الأخرى :
إن الأدب العربي أصل الآداب الأخرى. وإن المدارس تمده في التنظيم والتدريب ، والآثار والمخلفات تغذيه بعناية ، وإن آداب الأقوام في العراق تستمد من هذا الأدب الذي سار سيرة علمية ، وتستقي ثقافتها منه فلم تهاجمه ، وفي هذا العهد ظهر التوقف في الأدب إلا أن الاتجاه قد غلب الأمة الإيرانية ، والأمة التركية أن تأخذ بنصيب منه ، فمالت الهمة إلى ترجمة الكثير من آثاره في اللغة وهي الأصل ، والتوغل في القواعد النحوية ، وعلوم البلاغة ...
والأدب العربي لا يرضى بهذا التوقف ، وإن كان الغذاء تاما ، والمادة وافية ، فلم يقف عند الماضي ويريد أن يظهر دائما ، وينال السيادة إلا أننا لم نشاهد ما يصلح للتمثيل بكثرة أو يعد نتاج العصور ، وموطن الاستفادة.
ولا يخلو الأدب العربي من اتصال بالأدب الفارسي وبالأدب التركي فيقتبس معاني جديدة ويغترف مما عند الأمم. والكردية متصلة بالفارسية ومثلها التركية. وهكذا الأدب العربي فالتأثير مشهود جدا ، والاتصال مكين.
ـ نعم إن العصور الماضية أمدته ولكن وثائقنا في الانتفاع منه والإنتاج قليلة بل لم نطلع على كل ما هنالك من مخلفات للأسباب التي سردناها. وكفى أن يحتفظ العراق بالغذاء الماضي. وفي هذا ربح لنا بل