الضريح من فضة. وكذا مصراعي الباب فصار الجامع وقبر الإمام كأنه جنة الفردوس.
ومن ذلك العصر نرى جميع الوزراء والوكلاء والأعيان الكبار يزيدون في الآثار الخيرية من بناء وعمارة ويزينون المحل بأنواع الثريات بصورة بديعة» ا ه (١).
ومثله في تاريخ پچوي نقلا عن المؤرخ عالي أفندي عن جلال زادة مصطفى النشانجي في كتابه (طبقات الممالك) (٢) فلا نرى ضرورة لتكراره. وفي تاريخ رمضان زاده محمد النشانچي ذكر لأعمال السلطان هذه إلا أنه مختصر جدا. وجاء في تاريخ هامر أن السلطان عين مرقد الإمام الأعظم تخليدا لذكراه دون علم منه يقينا بموضع قبره الذي صيره العجم مزرعة كما أن سلفه السلطان محمد خان الفاتح ابتدع مرقدا في استانبول لأبي أيوب الأنصاري (٣) ... ولا نعطف اهتماما كبيرا لأمثال هذا. وإنما نذكر في معرض المقابلة ما عملته إيران من انتهاك حرمات القبور ، وما عمله الترك من تعميرها واحترامها وزيارتها. كما أننا لا نرى مبررا لاختلاق قبر الإمام الأعظم وذكراه وشهرته تغني عن تعيين قبره فهو محترم من غالب المسلمين مقلديه وغير مقلديه. ولا يزال مذهبه
__________________
(١) أوليا جلبي ج ٤ ص ٤٢٦.
(٢) تاريخ بجوي ج ١ ص ١٨٥.
(٣) قال الخطيب في تاريخ بغداد : «حضر أبو أيوب العقبة ونزل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين قدم المدينة في الهجرة. وشهد بدرا والمشاهد كلها. وكان سكنه بالمدينة وحضر مع علي بن أبي طالب حرب الخوارج بالنهروان وورد المدائن في صحبته وعاش بعد ذلك زمانا طويلا حتى مات ببلد الروم غازيا في خلافة معاوية بن أبي سفيان وقبره في أصل سور القسطنطينية ... توفي سنة ٥٥ ه ...» ا ه. وقد مر ذكر جلال زاده مصطفى النشانجي في ص ٢٤ الهامش. وعالي أفندي مؤرخ معروف. له كنه الأخبار وكتاب هنر وهنروران.