مرعيّا في أكثر الممالك الإسلامية. وشيوع فقهه كاف ومغن عن إحياء ذكرى أخرى. وغالب الصحابة الكرام لا تعرف قبورهم (١).
وقد ذكر أوليا چلبي أن السلطان خصص مبلغ مائة ألف دينار لهذه التعميرات ولقبة الشيخ عبد القادر الجيلي (الگيلاني).
وهنا قصرنا البحث على الحادث وإلا ففي كتاب (المعاهد الخيرية) مباحث مسهبة عن (جامع الإمام أبي حنيفة) ومدرسته وما لحقها من تعميرات.
٣ ـ حضرة الشيخ عبد القادر وجامعه :
جاء في سليماننامه : «رأى السلطان أن قد وهى مزار الشيخ عبد القادر ، وعاد أنقاضا بالية ، فأمر أن ترفع له قبة عالية ، وأن تتخذ دار ضيافة للفقراء والأرامل ، وأهل البلد ومن حولهم فقاموا بالأمر ..» ا ه (٢).
ولا شك أن الجامع موجود من أيام السلطان سليمان القانوني ، تشهد بذلك منارته القديمة البيضاء. وكذا خيراته. إلا أن التعمير العظيم ورفع سمك القبة للمصلى كان أيام سنان باشا المعروف بچغاله زاده.
وجاء في أوليا چلبي أن السلطان سليمان حينما فتح بغداد بنى قلعة لمرقد الإمام الأعظم وجامعا ودار ضيافة كما أنه عمر قبة عالية للشيخ عبد القادر الجيلي وجامعا وتكية وعمارة وجدد خيرات أخرى ،
__________________
(١) تاريخ البجوي ج ١ ص ١٨٤ و ١٨٥ وما بعدهما وهناك تفصيل ما جرى من التحري على قبر الإمام الأعظم وتعميره. والكتاب في مجلدين يتضمن حوادث الدولة العثمانية من سنة ٩٢٧ ه إلى سنة ١٠٤٩ ه. من تأليف إبراهيم البجوي المتوفى سنة ١٠٦١ ه وذيل عليه مصطفى بن أحمد البلغرادي من سنة ١٠٤٥ ه إلى سنة ١٠٦١ ه.
(٢) سليماننامه ص ١١٩.