عين لها أوقافا ... (١).
وجاء في تاريخ الغرابي : «في سنة ٥٦١ ه توفي الشيخ الجيلي قدس سره في بغداد وهو من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب (رض). وأمه أم الخيرات أمة الجبار فاطمة بنت أبي عبد الله الصومعي ... (إلى أن قال) ولما مات دفن بمدرسته في بلدة بغداد ، وبني على قبره ميل. ولما جاء السلطان سليمان إلى بغداد هدم الميل وبني عليه قبة شاهقة. وبعد أسس سنان پاشا بجوار القبة جامعا ولم يتفق له إكماله وإنما بنى منه مقدار ثلثه وبعد مضي سنوات كمله والي بغداد علي باشا ابن الوند في العقد التاسع من المائة العاشرة ، ثم ألحق رواقان أحدهما من جانب الغرب بحذاء الجامع والآخر من جانب الشرق محاذ لقبة ضريحه قدس سره ، وبعد في سنة ١٠٨٤ ه ألحقت ظلة قدام الجامع والقبة والرواقين. وفي مقابلة هؤلاء حجر متعددة يسكنها الفقراء من أهل التقوى والصلاح وحضرته معمورة بتلاوة القرآن ، والأذكار ، ومذاكرة العلم بحيث لا تخلو من ذلك ليلا ونهارا. والحمد لله الذي جعلنا وآباءنا وأجدادنا من خدام حضرته الشريفة ...» اه (٢).
وهذه القبة غير قبة الجامع ، لا تزال قائمة بديعة البناء والصنع شاهدة بمعرفة بانيها ، مشيرة إلى قدرته الصناعية. ولعل هذا العمل كان تجاه أعمال الصفوي وصرفه المبالغ في سبيل مراقد الأئمة. وكان الأولى بالاثنين أن يرفهوا على الأهلين وينقذوهم مما هم فيه من بلاء الحروب وانتهاك الحرمات ولكن المظاهر آنئذ هي المطلوبة المرغوب فيها لجذب العوام واستهوائهم لجانبهم. ولا تزال قبة الضريح رفيعة
__________________
(١) ج ١ مخطوط عندي.
(٢) تاريخ الغرابي ورقة ١٢٩.