قلت : والقول ما قاله شمر ، لأن صلاة الفجْر لا تُقصَر أيضاً ، ويَستوِي فيها الحاضر والمسافر فلم تُسَمّ شاهداً.
وقال ابن بزرج : شَهِدتُ على شهادة سَوْء : يريد شُهَداء سَوْء ، قال : وكلًّا تكون الشهادة كلاماً يُؤدَّى وقوماً يَشهدون.
وأما قولُ الله جلّ وعزّ : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البَقَرَة : ١٨٥] فإن الفراء قال : نَصَبَ الشهرَ بِنَزْعِ الصِّفة ، ولم يَنْصِبه بوُقوع الفعل عليه. المعنى : فمن شَهِد منكم في الشهر : أي كان حاضراً غيرَ غائب في سفره.
وقال ابنُ الأعرابيّ : أنشدني أعرابيٌّ في صفة فَرَس :
له غائبٌ لم يَبتَذِلْهُ وشَاهِدُ*
قال : الشاهد مِن جَرْيه ما يشهد له على سَبْقه وَجَوْدته ، وقيل : شاهدُهُ بَذْلُه جَرْيَه ، وغائبه مَصُونُ جرْيه.
أبو حاتم ، عن الأصمعي : امرأةٌ مُشْهِد بغير هاء : إذا كان زَوجُها شاهداً وامرأة مُغيبة بالهاء : إذا غاب زوجُها. هكذا حُفِظ عن العرب لا على مَذْهب القياس ، ولا يجوز غيرُه.
دهش ـ شده : قال الليث : الدَّهَشُ : ذَهابُ العَقل من الذَّهْل والوَلَه ، يقال : دَهِش وشُدِه فهو دَهِش ومَشْدُوه شَدْها ، وقد أَشدَهه هكذا.
أبو عبيد ، عن أبي زيد : شُدِه الرجلُ فهو مَشْدوه شَدْهاً ، وهو الشُّغْل ليس غيره.
قلت : لم يُجعل شدِه من الدَّهش كما يتوَهّم بعضُ الناس أنه مقلوب منه ، واللّغة العالية دَهِش على فَعِل ، كذلك قال أبو عمرو ، وهو الدّهَشِ بفتح الهاءِ ، وأما الشَّدْه فالدال ساكنةٌ ، والدَّهَش مثل الخَرَق والبَعَل ونحوه ، وأما شُدِه ، فهو مَشدوه ، فمعناه شغِل فهو مشغول.
ه ش ت
هتش : قال الليث : يقال : هُتِش الكلبُ فاهْتَتَشَ : إذا حُرِّش فاحتَرَش ، ولا يقال إلّا للسِّباع خاصة.
قال : وفي هذا المعنى حُتِّش الرجلُ : أي هُيِّج للنَّشاط.
ه ش ظ ـ ه ش ذ ـ ه ش ت : أهملت وجوهها.
ه ش ر
هشر ، هرش ، شهر ، شره ، رهش : مستعملة.
هشر : قال الليث : الهَيْشَر : نباتٌ رخْوٌ ، فيه طول ، على رأسه بُرْعومة كأنه عُنق الرَّأْل.
وقال ذو الرّمّة :
كأنّ أعناقَها كُرّاتُ سائِفَةٍ |
طارتْ لفائِفُه أو هَيْشَرٌ سُلُبُ |
قال : ورجل هَيْشَر : رِخو ضعيف.
وقال الأصمعي : الهَيْشر : شجر يَنبت في الرَّمل يَطول ويستوي ، وله كِمامة للبزْر في رأسه ، والسائفة : ما استرقَّ من الرمل.