أنفسهم بضعفة الناس ، كيلا يتبيّغ بالفقير فقره » (١).
والدعوة إلى التوازن والاعتدال شاملة لجميع المرافق والميادين ، ومنها الميدان النفسي ، فالتوازن مطلوب في مختلف الظروف والأحوال المحيطة بالإنسان.
في وصية أمير المؤمنينعليهالسلام للإمام الحسينعليهالسلام قال : « يا بنيّ أوصيك بتقوى الله في الغنىٰ والفقر ، وكلمة الحقّ في الرضىٰ والغضب ، والقصد في الغنىٰ والفقر ، وبالعدل على الصديق والعدو ، وبالعمل في النشاط والكسل ، والرضىٰ عن الله في الشدّة والرخاء » (٢).
والمنهج التربوي متوازن في نظرته للعلاقة العملية بين الإنسان وخالقه ، فلا يدعو إلىٰ ترك العمل توكلاً على الله ، ولا الانغماس بالعمل بلا توكّل ، والتوكل يمنح الإنسان طاقة وقوّة حيوية تجعله مطمئناً سواء تحقّق ما أراده من عمله أم لم يتحقّق ، ومعوقات انجاز العمل لا تسلبه الاطمئنان وهو متوكّل على الله.
ويدعو المنهج التربوي إلى الإيمان المتوازن ابتداءً بأصل الإيمان ؛ حيث التوازن بين إيمان أصحاب الخرافة الذين يسرفون في الاعتقاد ويؤمنون بكل شيء ويصدقونه وإن كان خارجاً عن أسس الإيمان ، وبين الذين ينكرون كل ما وراء الحسّ وما وراء الطبيعة ، والتربية على الإيمان الواقعي قائمة على أساس العقل والبرهان ، وعلى النصوص المتواترة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعن أهل البيت عليهمالسلام ليستجيب لها الإنسان عن قناعة وقبول دون إكراه أو اجبار أو تزوير للحقائق ، وكذا الحال في الإيمان بالأنبياء ، فإنّ المنهج التربوي يدعو إلى التأسي
_______________________
(١) نهج البلاغة : ٣٢٤.
(٢) تحف العقول : ص ٥٨.