المختلفة ، وهي مقدمة للاصلاح والتربية ، ومن تلك الأوضاع والأحوال :
١ ـ معرفة مستويات الناس المراد تربيتهم.
٢ ـ معرفة الصالحين من الطالحين.
٣ ـ معرفة الأسباب والعوامل المساهمة في الانحراف.
ومن هنا يستطيع المربّي أن يمتلك القدرة علىٰ تشخيص الانحراف في بدايته ، وعلى اختيار الاسلوب المناسب للاصلاح والتربية ، والتعاون مع بقية المربّين لوضع البرامج والخطط التربوية المناسبة.
إنّ التربية والدعوة إلى الصلاح والاستقامة ( ليست أفكاراً تطرح أو خطابات تلقىٰ ، بل هي مسؤولية كبيرة مليئة بالمصاعب والمشاكل والمعوقات والعراقيل ، لأنّها تصطدم بشهوات النفس ونزواتها ، وتواجه اعتزاز الناس بمفاهيمهم وقيمهم التي أنسوا بها ، وتواجه السلطات المنحرفة التي تريد اشغال الناس بالانحراف عن المنهج القويم ، وتواجه المنحرفين الذين يكرهون الصلاح والصالحين ، ويواجه المربي ضغوطات نفسه التي تروم إلى الراحة والاسترخاء ، والوحشة من طول الطريق وقلة المربين وكثرة المنحرفين ، ويواجه المغريات التي تثنيه عن أداء مسؤوليته.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « المؤمن بين خمس شدائد : مؤمن يحسده ، ومنافق يبغضه ، وكافر يقاتله ، وشيطان يضلّه ، ونفس تنازعه » (١).
_______________________
(١) المحجّة البيضاء / الفيض الكاشاني : ٥ / ١١٥.