والاستغفار عموماً فرصة جديدة لاصلاح النفس والعودة إلىٰ الاستقامة ، بعد التغلب على اليأس والقنوط من الاصلاح والتهذيب ، وبهذه الفرصة يجد الانسان الأمل والتفاؤل لكي يسمو ويتكامل ضمن التعاليم والارشادات الصالحة.
التوبة عودة إلىٰ الاستقامة والنزاهة وحسن السيرة ، وهي باب من أبواب الهداية والاصلاح ، فبها يرجع الإنسان سوياً يستشعر الرحمة والطمأنينة ، فلا آلام ولا عقد نفسية ولا حجب ضبابية عن الاستقامة والاعتدال ، وبدون التوبة يبقى المذنب يعيش القلب والاضطراب والازدواجية بين الفكر والسلوك ، وقد يتمادىٰ في ذنوبه وانحرافاته إن شعر بعدم علاجها إلىٰ أن يصل إلىٰ الانحطاط التام ، ولهذا جاءت التوبة لمحو الذنوب والعودة إلىٰ الاستقامة باستشعار الرحمة والرأفة الإلهية.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « التوبة تطهر القلوب ، وتغسل الذنوب » (١).
وقال عليهالسلام : « لا تيأس لذنبك وباب التوبة مفتوح » (٢).
وقال عليهالسلام : « إن الندم على الشر يدعو إلىٰ تركه » (٣).
وللتوبة تأثير ايجابي علىٰ قلب الانسان وخلجات نفسه ، قال الامام جعفر الصادق عليهالسلام : « إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب انمحت ،
_______________________
(١) تصنيف غرر الحكم : ص ١٩٥.
(٢) تحف العقول / الحرّاني : ص ١٤٩.
(٣) الكافي / الكليني : ٢ / ٤٢٧.