والمثل الصالحة ، فلا تنافس علىٰ حطام الدنيا ولا صراع من أجل اشباع الرغبات ، ولا اعتداء علىٰ ممتلكات الناس ، وله دور في إزالة أسباب الحسد والطمع والانانية والحقد وغير ذلك من الأمراض النفسية والخلقية.
قال الامام جعفر الصادق عليهالسلام : « ذكر الموت يميت الشهوات في النفس ، ويقطع منابت الغفلة ، ويقوّي القلب بمواعد الله ، ويرق الطبع ، ويكسر أعلام الهوى ، ويطفي نار الحرص ويحقر الدنيا » (١).
وحثّ أمير المؤمنينعليهالسلامعلى الاكثار من ذكر الموت لدوره في اصلاح النفس وسموها ولكي تستعد لما بعده فقال : « اكثر ذكر الموت وما تهجم عليه وتفضي إليه بعد الموت حتّىٰ يأتيك وقد أخذت له حذرك ، وشددت له أزرك ، ولا يأتيك بغتة فيبهرك ».
وقال عليهالسلام : « رحم الله امرءاً بادر الأجل ، واكذب الأمل ، وأخلص العمل » (٢).
وقد أثبتت الدراسات الميدانية انّ الأجواء الاجتماعية التي يكثر فيها ذكر الموت وما بعده من أهوال وصعاب أو ثواب ونعيم ، أقرب للصلاح والاستقامة من غيرها من الأجواء ، ولا غرابة ان نجد المجتمعات غير الاسلامية مبتلاة بالكثير من الانحرافات والجرائم لابتعادها عن هذه المفاهيم والقيم.
الاعتراف بالذنب له دور كبير في تهذيب النفس واصلاحها وفي تشخيص
_______________________
(١) المحجة البيضاء / الفيض الكاشاني : ٨ / ٢٤٢.
(٢) تصنيف غرر الحكم : ص ١٦٢.