وتقبلها للارشاد والتوجيه الصالحين.
قال الإمام الصادق عليهالسلام : « عليك بالدعاء ، فإنّ فيه شفاءً من كلّ داء » (١).
وأكّد أهل البيت عليهمالسلام على المداومة على الدعاء فهو بنفسه اصلاح للنفس والضمير وتهذيبهما ، وقد اثبتت التجارب التربوية انّ الأحداث الذين ترعرعوا في أجواء مليئة بذكر الله بالدعاء وغيره أكثر استقامة من غيرهم وأقل انحرافاً.
العبادة رابطة روحية تربط الانسان بالمطلق وعالم الغيب والمعنويات ، وبها يتصل القلب بمنعم الوجود اتصالات متنوعة ، وهذه الاتصالات تجعله يستشعر الرقابة الالهية فلا يجرأ علىٰ الانحراف ، ويتوجه نحو الاستقامة.
وأبرز مصاديق العبادة الصلاة وهي حصن حصين من الانحراف بعد اندحار الشيطان بواسطتها.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « الصلاة حصن الرحمن ، ومدحرة الشيطان ».
وقال عليهالسلام : « الصلاة حصن من سطوات الشيطان » (٢).
والصلاة باركانها تحرك الانسان نحو الصلاح والاستقامة ، كما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام : « والسجود النفساني فراغ القلب من الفانيات ، والاقبال بكنه الهمّة على الباقيات ، وخلع الكبر والحميّة ، وقطع العلائق الدنيوية ، والتحليّ بالخلائق النبوية » (٣).
وهي كما قال عليهالسلام : « الصلاة صابون الخطايا » (٤).
_______________________
(١) مكارم الأخلاق : ص ٢٧١.
(٢) و(٣) تصنيف غرر الحكم : ص ١٧٦.
(٤) شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد : ٢٠ / ٣١٣.