والتقييم الموضوعي يسهم في دفع الجانحين للعودة إلىٰ الاستقامة ومن ثمّ التوجّه للتكامل والسمو والوصول إلى القمة في جميع مقومات الشخصية ؛ لأنّه يستنهض الهمم ويستجيش العزائم ليتحول الإنسان من سيء إلىٰ حسن ، ومن حسن إلى أحسن.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « لا يكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ ذلك تزهيد لأهل الاحسان في الاحسان ، وتدريب لأهل الاساءة على الاساءة ، فألزم كلّاً منهم ما ألزم نفسه أدباً منك ينفعه الله به ، وتنفع به أعوانك » (١).
والمساواة في التقييم ، بمعنىٰ عدم التمييز بين المحسن والمسيء ، وبين العامل والمقصّر ، تؤدي إلىٰ تعطيل الطاقات الفعالة المثمرة ، وتميت روح المبادرة ، وتؤدي إلىٰ توقف أو بطء حركة التربية والاصلاح.
ولهذا نجد أهل البيت عليهمالسلام يصفون أصحابهم بالوصف المناسب لهم من حيث الاخلاص والاستقامة ومن حيث قربهم وبعدهم عن منهجهم عليهمالسلام ومن حيث ما قدموه من خدمات للدين وللأُمة.
اُسلوب الخطاب من الأساليب التربوية الشائعة والتي مورست من قبل
_______________________
(١) تحف العقول : ص ٨٧.