تربية الانسان واصلاحه وتغييره ، والمسجد خير محيط للانسان للارتباط بالله سبحانه وتعالىٰ وبعالم الغيب ، حيث يجعل الانسان يعيش أجواءً معنوية وروحية يتعالىٰ فيها علىٰ أثقال الحياة ويتسامىٰ فيها فكراً وعاطفة ثمّ سلوكاً.
قال الامام الحسن عليهالسلام : « من أدام الاختلاف إلىٰ المسجد أصاب إحدىٰ ثمان : آية محكمة ، وأخاً مستفاداً ، وعلماً مستطرفاً ، ورحمة منتظرة ، وكلمة تدلّه علىٰ الهدىٰ أو تردّه عن ردىٰ ، وترك الذنوب حياءً أو خشية » (١).
ولأهمية المسجد في بناء الشخصية الرسالية تضافرت الروايات عن أهل البيت عليهمالسلام علىٰ استحباب بناء المساجد ، واستحباب الصلاة فيها ، ووضعوا برنامجاً متكاملاً في المستحبات والمكروهات التي ينبغي مراعاتها داخل المساجد ، وهي الحصن الواقي الذي يدفع الانسان للحركة نحو السمو والتكامل.
للعلماء سلطان علىٰ الناس وخصوصاً علماء الدين ؛ لأنّ لهم قدسية خاصة يؤثرون من خلالها علىٰ الأفكار والعواطف والارادات ، ولهم دور فعّال في بناء الانسان والتصدي لجميع ألوان الانحراف الذي يهدد فكر المجتمع وسلوكه ومسيرته التاريخية ، وهم ليسوا مجرد وعاظ ومعلمين لطقوس دينية أو فروض منطقية ؛ انهم قادة روحيون يتحملون مسؤولية الهداية والاصلاح والتغيير الشامل.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام في وصفه للعلم : « ... يرفع الله به أقواماً يجعلهم في
_______________________
(١) تحف العقول / الحرّاني : ص ١٦٦.