الفصل الثالث
خصائص المربّين وأساليب التربية
المبحث الأول : خصائص المربّين
مسؤولية التربية من أهم المسؤوليات الملقاة علىٰ عاتق المربّين في حركتهم التكاملية التي رسمها لهم الإسلام ، والإسلام جاء لإنشاء أمة متكاملة تستهدي بنوره وتنطلق لتنظيم شؤونها واصلاح أوضاعها ، لتتربّىٰ الضمائر والأفكار والعواطف والمواقف علىٰ أساس القواعد الكلية التي حدّدها الإسلام ؛ لتكون الروابط إسلامية والأخلاق إسلامية.
والتربية ليس مجرد أوامر ونواهٍ تلقّن أو تصدر للإنسان فيستجيب لها ، وإنما هي عملية تغيير للمحتوىٰ الداخلي للإنسان ، وصياغة جديدة لأفكاره وعواطفه وممارساته ، ولهذا فلابدّ أن يتصف المربّون بصفات وخصائص تؤهلهم لتحقيق مظاهر المسؤولية في الواقع الإنساني والاجتماعي.
ومن أهم مقومات نجاح هذه المسؤولية أن يكون المربّي مخلصاً في مهمته ، متفائلاً بالنجاح ، متعاوناً مع غيره ، مندفعاً ذاتياً بلا انتظار جزاءٍ أو أجرٍ إلّا من الله تعالىٰ ، فهو المعين له في انجاح مسؤوليته.
ويمكن تصنيف خصائص وصفات المربّين إلىٰ : خصائص ذاتية وخصائص عملية.