فالخصائص والصفات المنقولة بالوراثة إذن تنقسم الىٰ نفسية وعقلية وخلقية ، وهي إمّا أن تنتقل بصورة مباشرة أو تخلق الاستعداد للاتصاف بها.
الامراض النفسية تنتقل بالوراثة من الوالدين أو أحدهما الىٰ الأبناء ، ولهذا حذّر الامام محمد الباقر عليهالسلام من الانجاب من المرأة المجنونة خوفاً من انتقال الجنون منها الىٰ الطفل ، فسئل عن ذلك فقال : « لا ، ولكن إن كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها » (١).
وحذّر أمير المؤمنين عليهالسلام من تزويج الحمقاء لانتقال هذه الصفة الىٰ الابناء ولعدم قدرتها علىٰ تربيتهم تربية سوية فقال : « إياكم وتزويج الحمقاء ، فانّ صحبتها بلاء ، وولدها ضياع » (٢).
وقد دلت الدراسات الحديثة علىٰ أنّ الوراثة تؤثر في النمو العقلي ، والصحة العقلية والانفعالية ، وتتوقف مكانة الانسان في الحياة الىٰ حد كبير علىٰ كفاءاته التي تحددها الوراثة الىٰ حدّ بعيد ، والمواقف والعقائد والقيم تتأثر بمكانة الانسان في الحياة ، وهكذا فإن الوراثة تؤثر ولو بصورة غير مباشرة في المواقف والعقائد والقيم (٣).
وقد أثبت كثير من العلماء دور الوراثة في تحديد الصفات النفسية والروحية والعقلية للانسان ، كوراثة الجنون ، ومرض انفصام الشخصية ، ويرى لوسين
_______________________
(١) وسائل الشيعة / الحر العاملي : ٢٠ / ٨٥ ، مؤسسة آل البيت ، قم ، ١٤١٢ ه ، ط ١.
(٢) الكافي : ٥ / ٣٥٤.
(٣) علم النفس التربوي / فاخر عاقل : ص ٦٢ ، ٦٣.