وذكر الله تعالىٰ يسمو بسلوك الانسان بعد صلاح قلبه ومحتواه الداخلي ، وهو صلاح له في السر والعلن.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « أصل صلاح القلب اشتغاله بذكر الله » (١).
وقال أيضاً : « من عمّر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السرّ والجهر » (٢).
والذاكر لله يذكره الله ، وهذا الذكر له تأثيراته العملية علىٰ الشخصية الانسانية في جميع مقوماتها ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « من ذكر الله سبحانه أحيىٰ الله قلبه ونوّر عقله ولبّه » (٣).
ومصاديق الذكر متعددة ومتنوعة لا حدود لها ، وقد وردت عدة روايات تؤكد علىٰ : التسبيح ، والتهليل ، والتحميد ، والتكبير ، وقول : لا حول ولا قوة إلّا بالله ، ولكل واقعة أو حدث أو قضية ذكر معين ، كالحمد لله ، حسبي الله ، أتوكل على الله ، وغير ذلك.
وهنالك مصاديق عملية وواقعية لذكر الله ولتعميق صلة العبد بربّه تسهم في ردع الانسان عن الانحراف والشرور وتدفعه الى الاستقامة والصلاح ، ومن هذه المصاديق :
القرآن الكريم أحد وسائل الارتباط بالله تعالىٰ ، وهو نور يستضيء به الإنسان ، ففيه منهاج شامل للبشرية جمعاء يعين الانسان علىٰ الاستقامة
_______________________
(١) تصنيف غرر الحكم : ص ١٨٨.
(٢) و (٣) المصدر السابق : ص ١٨٩.