لآخر ، ومن محفل لآخر. عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قال : « ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نزل بأرض قرعاء ، فقال لأصحابه : ائتوا بحطب ، فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ، قال : فليأت كل انسان بما قدر عليه ، فجاءوا به حتىٰ رموا بين يديه ، بعضه علىٰ بعض ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : هكذا تجتمع الذنوب ».
ثم قال : « إيّاكم والمحقّرات من الذنوب ، فإنّ لكلّ شيء طالباً ، ألا وإنّ طالبها يكتب ما قدّموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين » (١).
يتخذ أهل البيت عليهمالسلام من العبرة والموعظة وسيلة تربوية لتنوير العقل والقلب ، واستخلاص المفاهيم والقيم الكامنة وراء المواقف والحوادث ، وبالعبرة والموعظة يعي الإنسان حركة الحياة من حيث الشدة والرخاء ، وأسباب التقدم والتأخر للمجتمعات والحضارات ، وبالعبرة والموعظة يقلع الإنسان عن الممارسات المنحرفة ، ثم يتوجه لاصلاح نفسه لتسمو وتتكامل.
وقد ورد في ( نهج البلاغة ) الكثير حول الاعتبار بالأنبياء والصالحين ، وبالأقوام السالفة ، والاعتبار بما أصاب الأقوام المتمردة علىٰ طول التاريخ ، والتذكير بالموت والهلاك ، والنعيم والعذاب الخالد ، والتذكير بما أصاب الأمم المتمردة من قلق واضطراب ومن نقص في الثمرات والأنفس ، والتذكير بما تنعمت به الأمم الصالحة من نعم وخيرات.
_______________________
(١) الكافي / الكليني : ٢ / ٢٨٨.