ومن العوامل المساعدة علىٰ تنمية الضمير أن يتعامل مع الطفل علىٰ أساس انّه شخصية مستقلة ، لأن ذلك ينمي في داخله الاحساس بالمسؤولية ومعرفة الخطأ والصواب وتمييز الانحراف عن الاستقامة.
والأهم من جميع ذلك فانّ الارتباط بالغيب هو الأساس في تنمية الضمير ليؤدي دوره في التوجيه والتهذيب والردع ، لأنّه يشعر بالرقابة الغيبية التي تراقبه وتتابعه وتحصي عليه سكناته وحركاته.
وفي جميع الظروف والأحوال لابدّ من تمكين الانسان وخصوصاً في مرحلة الطفولة من تكوين ضمير سليم لا متزمت ولا متساهل بل ضمير معتدل متوازن.
ادراك الفرد لحقائق السنن التي تتحكم في العلاقات والمسيرة الاجتماعية وآثارها الايجابية والسلبية التي تسهم في تجنب الموبقات والتوجه للكمال والسمو.
ومن السنن المؤثرة في الوجدان الانساني سنة الصيانة أو التعرض لأعراض الناس ، فمن صان نفسه عن التعرض فسيصان عرضه من الانحراف والدنس ومن اعتداء الآخرين ، ومن اعتدىٰ علىٰ أعراض الناس اعتدي علىٰ عرضه ، فاذا انغرست هذه السنن في وجدان الانسان فانها ستنتقل من مرحلة التأثر الوجداني إلىٰ مرحلة العمل الايجابي ، فلا تبقىٰ مجرد حقيقة وجدانية راكدة ومعطلة وانما ستكون ذات حيوية متحركة في الواقع بعمل وحركة وسلوك يحصن الانسان من الانحراف والاعتداء الذي يعود ضرره عليه وعلىٰ ذويه.