وكان أهل البيت عليهمالسلام قدوة في كلّ شيء ، وكانوا القمة في جميع الفضائل والمحاسن والمكارم ، ولهذا استطاعوا تربية عدد كبير من المسلمين واعدّوهم ليكونوا مربين بدورهم ، فكانوا قمة في الاخلاص لله تعالىٰ ، وقمة في المعرفة ، وفي الشجاعة ، وفي العدالة ، وفي الصدق والأمانة والوفاء بالعهد ، وفي جميع مجالات ومقومات الشخصية في الفكر والعاطفة والسلوك.
للانصاف والايثار دور كبير في خلق الأجواء الروحية والنفسية لنمو حركة التربية ، حيث يرتبط الناس روحياً وعاطفياً بمن يتصف بهاتين الصفتين ، ويشعرون بأنّ المربي أو المصلح غاية في الكمال والتسامي ، وانّه عادل في تعامله مع الآخرين وفي تقييمهم ، وانّه يتمتع بالتعالي علىٰ الأطر والمصالح الضيقة والأنانية ، وبهذا الشعور وبهذا الانشداد يمكن التأثير على أفكار وعواطف وممارسات الآخرين ، حيث يجد المربي لرأيه ولارشاده قبولاً ، وهو مقدمة أساسية للتربية والاصلاح.
يقول أمير المؤمنين عليهالسلام في هذا الصدد :
١ ـ « المنصف كثير الأولياء والأودّاء ».
٢ ـ « الانصاف يستديم المحبّة ».
٣ ـ « الانصاف يألف القلوب ».
٤ ـ « مع الانصاف تدوم الاُخوة ».
٥ ـ « من عدم انصافه لم يصحب » (١).
_______________________
(١) تصنيف غرر الحكم : ص ٣٩٤ ، ٣٩٥.