وهذا واضح من خلال النظرة الىٰ الواقع ، ومن خلال متابعة مسيرة الانسانية التي لا تخلو من نبي مرسل أو وصي نبي ، يقومان بمهمة خلق المحيط التربوي المناسب لاصلاح النفس الانسانية والمجتمع الانساني.
والمحيط التربوي يشمل جميع مواقع التأثير في الواقع الاجتماعي وأهمها : الاسرة ، الاصدقاء ، حلقات الذكر ، المسجد ، علماء الدين ، المدرسة ، الدولة.
الاسرة هي المحيط التربوي الأساسي المسؤول عن إعداد الطفل للدخول في الحياة الاجتماعية ، ليكون عنصراً صالحاً فعالاً في إدامتها علىٰ أساس الصلاح والخير والبناء الفعّال ، والاسرة نقطة البدء التي تزاول انشاء وتنشئة العنصر الانساني ؛ وتؤثر في كلّ مراحل الحياة ايجاباً وسلباً ، وهي مسؤولة بالدرجة الاولى عن النشأة والترعرع ، وهي التي تحدد مسار الانسان السلوكي ان كانت التنشئة الاجتماعية خارجها ملائمة ومتشابهة.
ولاهمية الاسرة في البناء التربوي أبدىٰ أهل البيت عليهمالسلام أهمية خاصة بها ، وكانت ارشاداتهم تؤكد علىٰ اختيار شريك الحياة الصالح والمتدين ليقوم بالتعاون مع شريكه في اعداد الاطفال اعداداً ينسجم مع المنهج السلوكي في الاسلام ، وحثّ أهل البيت الوالدين علىٰ القيام بمسؤوليتهما في التربية وخصوصاً الوالد حيث تقع عليه كامل المسؤولية.
قال الامام زين العابدين عليهالسلام : « وأما حق ولدك فتعلم أنه منك ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشره ، وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة علىٰ ربه والمعونة له علىٰ طاعته فيك وفي نفسه ، فمثاب