لها تأثيرها الواضح علىٰ شخصية الانسان في أغلب جوانبها ، ومن الوقائع اللطيفة حول وراثة الشجاعة ما قاله زهير بن القين للعباس بن أمير المؤمنين عليهالسلام : ( احدثك بحديث وعيته ؛ لمّا أراد أبوك أن يتزوج طلب من أخيه عقيل ـ وكان عارفاً بأنساب العرب ـ أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب ليتزوجها فتلد غلاماً شجاعاً ينصر الحسين بكربلاء ، وقد ادخرك أبوك لمثل هذا اليوم ) (١).
لا تقتصر الوراثة علىٰ الخصائص والصفات النفسية والعقلية ، التي تنتقل بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، بل تتعداها الىٰ الخصائص والصفات الخلقية والسلوكية ، إمّا بالمباشرة وإما بخلق القابلية والاستعداد للاتصاف بها ، وقد يصعب تشخيص الوراثة عن المحيط في أجواء الاسرة ، فالطفل ينشأ ويترعرع في ظل الخصائص والصفات الخلقية التي يتصف بها والداه أو أحدهما بالتقليد وبالمحاكاة.
وقد حذّر أهل البيت عليهمالسلام من الاقتران بالمنحرفين لتحصين العائلة والاطفال من الانحراف ، قال الامام جعفر الصادق عليهالسلام : « لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا ، ولا تزوجوا الرجل المستعلن بالزنا إلّا أن تعرفوا منهما التوبة » (٢).
وحذّر عليهالسلام من تزويج شارب الخمر فقال : « من زوّج كريمته من شارب
_______________________
(١) مقتل الحسين / المقرّم : ص ٢٠٩ ، عن أسرار الشهادة : ص ٣٨٧.
(٢) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ص ٣٠٥ ، منشورات الشريف الرضي ، ١٤١٠ ه.