خمر فقد قطع رحمها » (١).
وقد دلت الدراسات الحديثة علىٰ هذه الحقائق ، وتنسب الىٰ ديوجن هذه الكلمة حين التقىٰ بأبْلَهٍ : ( يا فتىٰ كان أبوك سكران حين حملت بك أمك.
وكتب الطبيب الفرنسي Le Grand : أنّ أولاد السكيرين يشكلون متحفاً للأمراض ، من سوء نمو الجهار العظمي ، ومن السل الىٰ الصرع الىٰ الهستيريا ، ومن ضعف الملكات العقلية وانحلالها تماماً الىٰ ميول أخلاقية فاسدة واستعداد عجيب للاجرام ) (٢).
ويقول الدكتور كاريل : ( ان سكر الزوج أو الزوجة حين الاتصال الجنسي بينهما يعتبر جريمة عظيمة ، لأنّ الأطفال الذين ينشأون في ظروف كهذه يشكون في الغالب من عوارض عصبية ونفسية غير قابلة للعلاج ) (٣).
ويرىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ الاصل الكريم والعرق الصالح يؤثر تأثيراً واضحاً علىٰ الانسان ، فمن كان ينتمي الىٰ نسب عريق في المكارم والفضائل ستكون المكارم والفضائل صفة ملازمة له في جميع جوانب حياته ، فللوراثة دورها وتأثيرها الواضح في أخلاق وسلوك الانسان ، حيث تخلق في نفسه الاستعداد والقابلية للاتصاف بالمكارم والفضائل إذا كان ينحدر من اُصول متصفة بها ، وكذا الحال في من ينحدر من اُصول تتصف بالرذائل والمفاسد ، فانّه يرثها أو يكون قابلاً للاتصاف بها.
_______________________
(١) الكافي : ٥ / ٣٤٧.
(٢) دراسات معمقة في الفقه الجنائي المقارن / الدكتور عبد الوهاب حمود : ص ٣٤ ، جامعة الكويت ، ١٩٨٣ م.
(٣) الطفل بين الوراثة والتربية : ص ٧٨ ، عن طريق الحياة : ص ٩١.