أهل البيت عليهمالسلام في أجواء التربية والاصلاح والارشاد للموالين وللمخالفين.
استخدم أهل البيت عليهمالسلام ضرب الأمثال كوسيلة من وسائل التربية في طريق الهداية والاستقامة بالحثّ على الالتزام بمفاهيم وقيم الإسلام.
وضرب الأمثال يقرب المعنى إلىٰ الأذهان ويجعله متحركاً في الضمير والوجدان البشري ، وهو سهل الحفظ والنقل ، وله تأثير محسوس وواقعي علىٰ جميع مقومات الشخصية ، إضافة إلى انّه يضرب باختصار وايجاز ، فلا يصيب المستمع بسماعه مللاً بل يتوجه بكل جوارحه ليستمع إليه.
وقد مثل أمير المؤمنين عليهالسلام الدنيا بالحيّة فقال : « أما بعد فإنّ مثل الدنيا مثل الحية ، لين مسّها ، قاتل سمّها » (١).
ومثّلها الإمام الصادق عليهالسلام بماء البحر فقال : « مثل الدنيا كمثل البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتىٰ يقتله » (٢).
ومثل الإمام محمد الباقر عليهالسلام من لم يتبع الأئمة المنصّبين من قبل الله تعالىٰ بالشاة فقال : « كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله ؛ فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر ، والله شانئ لأعماله ، ومثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها وقطيعها » (٣).
يلحق بضرب الأمثال التمثيل العملي فانه أسرع للانتقال من لسان
_______________________
(١) شرح نهج البلاغة : ١٨ / ٦٨.
(٢) الكافي / الكليني : ٢ / ١٣٦.
(٣) الكافي / الكليني : ١ / ٣٧٥.