أوّلهم إلىٰ آخرهم ... » (١).
وللقصة دور في تحريك العقول للتفكر ، والوصول إلى الحقيقة وتجسيدها في ممارسات ومواقف عملية ، وقد حفلت سيرة أهل البيت عليهمالسلام بتربية أصحابهم عن طريق القصص لما فيها من مفاهيم وقيم متنوعة في مجالات النفس الإنسانية وفي مجالات المجتمع الإنساني ، وقد ذكروا عليهمالسلام قصصاً عديدة عن تاريخ ومسيرة الأنبياء والأولياء والصالحين ودورهم في الحياة الإنسانية وخصائصهم الحميدة ومواقفهم من الأفراد ومن الوجودات ، وقصصاً عن ايمانهم وعباداتهم وعن أخلاقهم وعلاقاتهم مع الناس ، وعن زهدهم وإيثارهم وصبرهم واحسانهم إلىٰ غير ذلك من الصفات النبيلة.
كما ذكر أهل البيت عليهمالسلام قصصاً عن الصالحين وعن التائبين وعن مواقف شريفة ونبيلة لكي تؤدي دورها في تربية النفوس والقلوب ، ومن هذه القصص : قصة نقلها الإمام زين العابدين عن امرأة نجت من سفينة فواجهها رجل يقطع الطريق وينتهك الحرمات ، فلم يكلمها حتّىٰ جلس منها مجلس الرجل من المرأة فلما أن همّ بها اضطربت ، فقال لها : ما لك تضطربين ، قالت : أفرق من هذا وأومأت بيدها إلى السماء ، قال : فصنعت من هذا شيئاً ؟ قالت : لا وعزته ، قال : فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئاً وإنّما استكرهتك استكراهاً ، فأنا والله أولىٰ بهذا الفرق والخوف وأحقّ منك ، فقام ولم يحدث شيئاً ورجع إلى أهله وليست له همّة إلّا التوبة والمراجعة. (٢)
وهناك قصص عديدة في جميع أصناف وألوان السلوك والممارسات ذكرها
_______________________
(١) نهج البلاغة : ٣٩٣.
(٢) الكافي / الكليني : ٢ / ٧٠.