الضمير من خلال التأثيرات الاجتماعية والثقافية وتجارب الطفولة مع الآخرين ، فالضمير يتكون علىٰ شاكلة ضميري الأب والأم ، ولا يوجد ضمير واحد للفرد ، فهو يمتلك مجموعة من الضمائر تؤلف الضمير الكلي للفرد ) (١).
والضمير هو الواعظ الداخلي للانسان الذي يردعه عن القبيح ويدفعه إلىٰ عمل الحسن والصالح ، وهو الرقيب عليه في جميع الأحوال والظروف سرية كانت أم علنية.
قال الامام محمد الباقر عليهالسلام : « من لم يجعل الله له من نفسه واعظاً فانّ مواعظ الناس لن تغني عنه شيئاً » (٢).
وقال الامام زين العابدين عليهالسلام : « ابن آدم إنّك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك ، وما كانت المحاسبة لها من همّك » (٣).
وقال الإمام محمد الجواد عليهالسلام : « المؤمن يحتاج إلىٰ توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممّن ينصحه » (٤).
والضمير ينمو باتجاه الاستقامة من خلال التربية المتواصلة والتوجيه الدائم من قبل الوالدين والمعلمين وعلماء الدين ، ومن خلال توجيه الانظار إلىٰ احترام القواعد السلوكية للمجتمع ، وينمو عن طريق الايحاء والتلقين ، ومن خلال ملاحظة القدوة الحسنة ، فاعتراف الكبار بالخطأ الذي يرتكبونه يقوّي في أعماق الطفل القدرة علىٰ ضبط سلوكه وسيرته.
_______________________
(١) التحليل النفسي للشخصية : ص ١٨٠.
(٢) تحف العقول / الحرّاني : ص ٢١٤.
(٣) الأمالي / الشيخ المفيد : ص ١١٠.
(٤) تحف العقول / الحرّاني : ص ٣٤٠.