جميع التيارات والوجودات والشخصيات ، وقد مارس أهل البيت عليهمالسلام هذا الاُسلوب في تربية أصحابهم وسائر أبناء المجتمع المسلم ، وسيرتهم حافلة بالخطابات والبيانات التي تخاطب جميع مقومات الشخصية حيث تخاطب العقل والقلب والارادة لتستجيش فيها عناصر الخير والصلاح ، وتطارد عناصر الشر والانحراف ، موجهة الأنظار إلىٰ خالق الكون والحياة والإنسان وإلىٰ رقابته علىٰ سكنات الإنسان وحركاته ، وموجهة العقول والقلوب إلىٰ يوم الحساب ويوم الثواب والعقاب وإلىٰ عذاب القبر ، ومحذرة من مزالق الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، ومحذرة من المغريات التي تستهوي الإنسان ليركن إليها وينشغل باللهث ورائها تاركاً مسؤوليته في الحياة ، وكانت الخطابات توجه العقول والقلوب إلىٰ سنن الله تعالى المتحكمة في الحياة والإنسان وإلىٰ آثار بعض الأعمال الصالحة والطالحة.
والخطاب أهم وسيلة لتحريك العقل الجمعي وتوجيهه نحو الصلاح والاستقامة ، وهو الوسيلة التربوية الموجهة لعدد كبير من الناس فيها اقتصاد في الوقت وتجميع للطاقات.
وقد سنحت الفرصة للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام لالقاء خطبه بعد بسط اليد له بالبيعة العامة وتسلمه الخلافة ، وكذلك للإمام الحسن وللإمام الحسين عليهماالسلام ، وبعض الفرص للإمام زين العابدين عليهالسلام وللإمام جعفر الصادق عليهالسلام وللإمام علي ابن موسى الرضا عليهالسلام ، أمّا بقية الأئمة فكانت فرص الخطاب محدودة في كمّها ونوعها حيث كانت مقتصرة على الاتباع والأنصار والمقربين ، حيث ان المنابر العامة كانت بيد أعدائهم ومخالفيهم.
وكان للخطاب الدور الأكبر في كشف حقيقة
النظام الأموي بعد اقدامه علىٰ