وإن زاد زادت حتىٰ تغلب علىٰ قلبه ، فلا يفلح بعدها أبداً » (١).
والتوبة تغيير حقيقي نحو الأفضل والأصلح ، ولذا فهي تتم عبر مقومات ودعائم وأركان نابعة من جميع خلجات وجوارح الانسان ، قال الإمام محمد الجواد عليهالسلام : « التوبة علىٰ أربع دعائم : ندم بالقلب ، واستغفار باللسان ، وعمل بالجوارح ، وعزم أن لا يعود » (٢).
ومن مظاهر التوبة البكاء من خشية الله تعالىٰ ، وهو عامل ايجابي في التخفيف من القلق والاضطراب الناشئين من الذنوب ، وله دور في رقة القلب ، وله دور في اعادة الأمل للتسامي والتكامل والفوز بالنعيم الخالد.
قال الامام جعفر الصادق عليهالسلام : « إنّ الرجل ليكون بينه وبين الجنّة أكثر ممّا بين الثرىٰ والعرش لكثرة ذنوبه ، فما هو إلّا أن يبكي من خشية الله عزّوجلّ ندماً عليها ، حتىٰ يصير بينه وبينها أقرب من جفنته إلىٰ مقلته » (٣).
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : « البكاء من خشية الله ينير القلب ويعصم من معاودة الذنب » (٤).
ومن أروع ما في التوبة آثارها الايجابية ، فكفارة الذنوب تتجسد في أعمال وممارسات صالحة ونافعة للمجتمع.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف ، والتنفيس عن المكروب » (٥).
_______________________
(١) الكافي / الكليني : ٢ / ٢٧١.
(٢) كشف الغمّة / للاربلي : ٢ / ٣٤٩.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام / الشيخ الصدوق : ٢ / ٣.
(٤) تصنيف غرر الحكم : ص ١٩٢.
(٥) شرح نهج البلاغة / لابن أبي الحديد : ١٨ / ١٣٥.