غدوة إلى الليل ، فإن استغفر لم يكتب له ».
وقال عليهالسلام : « إذا أكثر العبد من الاستغفار ، رفعت صحيفته وهي تتلألأ » (١).
وقال عليهالسلام : « لا صغيرة مع الاصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار » (٢).
والاستغفار الحقيقي هو العمل الايجابي المتسلسل لاقتلاع جميع جذور وآثار الانحراف ، وهو يمرّ بمراحل وخطوات عملية.
سمع أمير المؤمنين عليهالسلام رجلاً يقول : استغفر الله ، فقال : « ثكلتك اُمّك أو تدري ما حدّ الاستغفار ؟ الاستغفار درجة العلّيين ، وهو اسم واقع علىٰ ستّة معان :
أولها : الندم علىٰ ما مضىٰ.
والثاني : العزم علىٰ ترك العود إليه أبداً.
والثالث : أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتىٰ تلقى الله عزّوجلّ أملس ليس عليك تبعة.
والرابع : أن تعمد إلىٰ كل فريضة ضيّعتها فتؤدي حقّها.
والخامس : أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت والمعاصي فتذيبه بالأحزان حتىٰ تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.
والسادس : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.
فعند ذلك تقول : أستغفر الله » (٣).
_______________________
(١) مكارم الأخلاق / الطبرسي : ص ٣١٣ ، ٣١٤.
(٢) المحجة البيضاء / الفيض الكاشاني : ٧ / ٥٨.
(٣) إرشاد القلوب : ص ٤٧.