(ولا التفات إلى إنكار الجوهرى ذلك) : حيث قال إن لما بمعنى إلا غير معروف فى اللغة وسبقه إلى ذلك الفراء وأبو عبيدة وما قاله المصنف حكاه الخليل وسيبويه والكسائى ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والمثبت مقدم على النافى (١)
[نعم]
* (الثالثة) : من الكلمات التى جاءت على ثلاثة أوجه
(نعم) : بفتحتين
(فيقال فيها حرف تصديق إذا وقعت بعد الخبر) : المثبت (٢)
(نحو قام زيد و) : الخبر المنفى نحو :
(ما قام زيد ، ويقال فيها حرف إعلام إذا وقعت بعد الاستفهام نحو : هل قام زيد و): يقال فيها
(حرف وعد) : إذا وقعت
(بعد الطلب نحو) : أن يقال لك
(أحسن إلى فلان فتقول نعم) : ومن مجيئها أيضا
(للإعلام) : بعد الاستفهام قوله تعالى : "فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ" (٣) وهذا المعنى) : وهو مجئ نعم للإعلام
(لم ينبه عليه سيبويه) : فإنه قال نعم عدة وتصديق ولم يزد على ذلك ، الكلمة
[أىّ]
* (الرابعة) : مما جاء على ثلاثة أوجه
(إى : بكسر الهمزة وسكون الياء) : المخففة
(وهى) : حرف جواب
(بمنزلة نعم) : فتكون لتصديق الخبر ولإعلام المستخبر ولوعد الطالب فتقع بعد نحو: قام زيد وما قام زيد وهل قام زيد واضرب زيدا كما تقع نعم بعدها هذا مقتضى التشبيه وزعم ابن الحاجب أنها إنما تقع بعد الاستفهام خاصة
(إلا أنها) : تفارق نعم من حيث كونها
(تحتص بالقسم) : بعدها
(نحو) : قوله تعالى : "وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ" (٤)
__________________
(١) الفصحى يجتمع بها ظواهر من لهجات مختلفة وهذا أمر مقرر لدى اللغويين المحدثين.
(٢) الكلمات التى يعرض لها فى هذا الباب يقدمها من خلال دراسة أسلوبية يعرض من خلالها حالات الاستعمال وكيفيته فى الأوضاع المختلفة والأساليب المتنوعة ـ فى منهج استقصائى يتتبع دور بعض الوحدات اللغوية ووظائفها واستخداماتها.
(٣) سورة الأعراف آية ٤٤.
(٤) سورة يونس آية ٥٣.