(حال من الذين خلوا) : على تقدير قد قاله أبو البقاء ، قال فى المغنى : والحال لا تأتى من المضاف إليه فى مثل هذا وتعقبه بعض المتأخرين بأن مثل صفة فيصح عمله فى الحال فيجوز مجئ الحال مما أضيف هو إليه وفيه نظر فإن المراد بالعمل عمل الأفعال والمضاف إليه مثل ليس فاعلا ولا مفعولا فلا يصح أن يعمل فى الحال
(و) : الثالث نحو قوله تعالى :
("كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ" (١) الآية) : بعد قوله تعالى : ("إِنَّ مَثَلَ عِيسى عدن اللهِ")
(فجملة خلقه من تراب تفسير لمثل) : فلا محل له
(و) : الرابع ما يحتمل التفسير والاستئناف نحو قوله تعالى : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ)(٢) : بعد قوله تعالى : "هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ"
(فجملة تؤمنون بالله وما عطف عليها مفسرة) : للتجارة فلا محل لها
(وقيل) : هى
(مستأنفه) : استئنافا بيانيا كأنهم قالوا كيف نفعل؟ فقال لهم : تؤمنون. وهو خبر ومعناه الطلب
(والمعنى آمنوا بدليل) : قراءة ابن مسعود : "آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ" (٣)
و (مجئ يغفر بالجزم) : فى جوابه على حد قولهم : اتقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه، أى ليتق وليفعل خيرا يثب.
(وعلى الأول) : وهو أن يكون تؤمنون تفسيرا للتجارة
(هو) : أى يغفر بالجزم
(جواب الاستفهام) : وهو هل أدلكم واستشكله الزجاج فقال : الجواب مسبب عن الطلب وغفران الذنوب لا يتسبب عن نفس الدلالة بل عن الإيمان والجهاد وأشار المصنف إلى جوابه بقوله
(وضح ذلك) : الجزم فى جواب الاستفهام
(على إقامة سبب السبب) : وهو الدلالة على التجارة
(مقام السبب) : وهو الامتثال قال المصنف :
__________________
(١) سورة آل عمران آية ٥٩.
(٢) سورة الصف آية ١١.
(٣) سورة النساء آية ١٣٦.