فمن يبدل رحمة الله ببضع دراهم يكسبها من نكث العهد أو بسلطه زائلة أو ما أشبه؟!
خلود الجزاء :
[٩٦] علما بأن ما عند الله من خير يبقى ببقاء الله سبحانه ، بينما حطام الدنيا يزول بزوال العوامل التي أنشأته.
(ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ)
إن الحق الذي يضمن الله ثباته ، أبقى من الباطل الذي يضمنه غرور الإنسان ، وخداع الشيطان ، لقد خلق الله السّموات والأرض بالحق ، فلذلك تخدم حركة الكون سلطة الحق ، بينما الباطل يجري في عكس حركة الطبيعة والتاريخ.
فطرة الإنسان حق ، لأن القوانين النفسية والجسمية والاجتماعية السّائدة على أبعاد حياة البشر لا تتغير منذ خلق الله آدم وإلى الأبد ، فاذا كانت فطرة الإنسان قائمة على أساس الوفاء بالعهد ، فان المجتمع القائم على أساس شرف العهد يكون أبقى ، وخير الله أكثر مما يحصل عليه بعض الأفراد بسبب الغدر والمكر.
إلا أن الحق بحاجة إلى الزمن حتى يظهر ، ولذلك فإنا بحاجة إلى الصبر حتى يخدمنا الزمن.
(وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)
فان طيبات العمل تنمو في عمق الزمن ، بينما يذهب العمل السّيء كما يذهب غثاء السّيل برغم ظهوره وبروزه ، وقال الحديث : «للباطل صولة وللحق دولة».