وثانيا : تنظيم الاستفادة منها كما امر الله.
وهكذا تبيّن الآيات (١١٤) حدود الله في الانتفاع بنعمه. وهذا بعد من ابعاد التقوى التي جاءت الآيات الأولى في هذه السورة لتأمرنا بها.
علينا الّا نحرم الطيبات على أنفسنا. بل نأكل منها ونشكر الله على نعمه.
أما المحرمات فهي الميتة والدم. ولحم الخنزير وما اهلّ لغير الله به (الا عند الاضطرار)
وحرام الافتراء على الله ، والكذب عليه بان هذا حلال وهذا حرام.
أما اليهود فقد ظلموا أنفسهم فحرم عليهم أشياء بسبب ظلمهم.
أما رحمة الله على هذه الأمة فهي واسعة حيث ان الله رفع القلم عمّن عمل سوء بجهالة ثم تاب وأصلح.
ويعطي القرآن الكريم وعبر الآيات (١٢٠) أسوة للذين آمنوا من قصة إبراهيم كيف كان شاكرا لأنعم الله. وعلينا اتباع ملته.
أما قصة السبت وحرمة الصيد فيه. فهي خاصة بالذين اختلفوا فيه (١٢٤).
والرسول مهبط وحي الله يدعو قومه بالحكمة والموعظة الحسنة. وهو المثل الأعلى للعدل والإحسان وللصبر والاستقامة. وسعة الصدر. وسيرة الرسول شاهدة على صدق رسالته. و (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (١٢٥).
وهكذا تحدد سورة النحل العلاقة السليمة مع نعم الله. حيث يزداد المؤمن بها ايمانا لربه. وتسليما لرسالات ربه ونبذا للشركاء واستقامة امام المفسدين والحمد لله رب العالمين.