نظلم من عملها شيئا.
وأما من يكفر بعد إيمانه فإن الله يضرب له مثلا من واقع قرية كانت آمنة مطمئنة يأتها رزقها واسعا طيبا ، من كلّ مكان ، ولكنها كفرت بأنعم الله فشملهم الجوع والخوف بسبب أفعالهم ، وكلما حاول رسولهم أن يهديهم لم يسمعوا له ، بل كذبوه وكانوا ظالمين لأنفسهم في ذلك.
بينات من الآيات :
الإيمان مسئولية :
[١٠٦] ما هو الإيمان؟ هل أنه مجرد العمل؟ أم مجرد كلام؟
كلا .. انهما مظهران للإيمان ، ولكن الإيمان شيء آخر. أنه موقف الشخص من الحياة الدنيا ، ومدى اطمئنانه بها ، واستحبابه لها بالقياس الى الآخرة ، فالذي يريد الدنيا بقلبه ويفضلها على الآخرة فإن الله لا يهديه سبيلا.
وإذا كان الإيمان موقفا قلبيا فما هو دور القول؟! أو ليس مواقف البشر تتحدد بأقوالهم؟!
بلى .. ولكن قد يتلفظ الإنسان بلسانه ما ليس في قلبه ، كما المنافق الذي يدّعي بلسانه أنه مؤمن والواقع انه كاذب ، وكذلك الذي أكره على الكفر بلسانه ، بينما بقي قلبه مطمئنا بالإيمان ثابتا عليه.
هكذا كان «عمار بن ياسر» الذي تعرض لتعذيب وحشي من قبل كفار قريش ، فأعطاهم بلسانه ما أسرّهم ، حيث مدح آلهتهم ونال من رسول الله (ص) لإنقاذ نفسه ، فنزلت فيه الآية الكريمة تقرر تقاته منهم ، وأمره الرسول أن يعود لمثل