وعبّر القرآن عن وضعهم بعد الكفر بأنهم تخلفوا إلى أن أصبحوا يحيط بهم الجوع والخوف كما يحيط بهم اللباس.
وقد لا تكون هذه القرية واحدة عبر التاريخ ، فربما تشير الآية الى آلاف القرى التي تردت الى هذا المستوى بسبب كفرها ، وفي حديث مأثور يقص علينا قصة واحدة من تلك القرى فيقول : «نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له «الثرثار» وكانت بلادهم خصبة كثيرة يستنجون بالعجين ويقولون : هو ألين لنا ، فكفروا بأنعم الله ، واستخفوا فحبس الله عنهم الثرثار ، فجدبوا حتى أحوجهم الله الى أكل ما يستنجون به ، حتى كانوا يتقاسمون عليه» (١)
الحجّة التامة :
[١١٣] ولقد جاءهم رسول من أنفسهم يدعوهم الى الشكر ، فلم يستجيبوا له حتى أخذهم الله بعذاب شديد ..
(وَلَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَهُمْ ظالِمُونَ)
وفي نهاية هذا الدرس القرآني الكريم ينبغي أن نطرح عدة نقاط هامة :
ألف : أن قصة هذه القرية التي تتكرر عادة في كلّ عصر ، توحي إلينا بضرورة مواجهة المؤمن لضغط قد يكون أشد من ضغط الإرهاب ، ذلك هو ضغط الإغراء ، فمع الرفاه والأمن يزداد شره النفس وشبقها ، وبالتالي احتمالات الغفلة عن الله وعن حقوق الإيمان به.
__________________
(١) الميزان ـ ج ١٢ ـ ص ٣٧٥.