السلطان ، ولتحقيق مصلحة ذاتية ، يحذر ربنا منها ، ويهدده بعذاب اليم في مقابل تلك اللذة التي يصيبها بسبب التحريف.
[١١٨] ونتساءل : إذا كانت المحرمات محصورة بالتي سبقت ، فلما ذا نرى بني إسرائيل محرم عليهم أشياء كثيرة من الطعام وغيره؟!
ويقول ربنا جوابا عن هذا السؤال:
(وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا ما قَصَصْنا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
لقد ضيقوا على أنفسهم وظلموها ، فحرم الله عليهم أشياء كانت حلالا عليهم ، وجاء في آية اخرى : «فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ» (١٦٠ / النساء).
التوبة والإصلاح :
[١١٩] (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)
قد يكون وعي الفرد ناقصا وعلمه محدودا ولم يؤت فرصة للتوجيه الكافي ، فيرتكب بجهالته (وليس بجهله) ذنبا سرعان ما يتوب عنه فور ما يعود الى رشده ويملك الوعي والتوجيه ، فيغفر الله له ما سبق.
والجهالة غير الجهل ، فان الجهل عذر شرعي في الموضوعات وفي بعض الأحكام ، فلا يتناسب والتوبة التي وعدها الله لصاحب الجهالة ، بينما الجهالة ليست بعذر شرعي ، إذ يكفي ان صاحبها يعلم بصورة مجملة حدود الواجب الشرعي الذي عليه ،