ومصالحه التي يستعجل بها ، فيقدم على الكبائر من الذنوب ظنّا منه بأنها خير بمجرد انها توفر له بعض اللذات الآنية ، ولا يثور على السلطان الجائر خشية فقدان بعض المصالح العاجلة.
(وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)
وهذه الطبيعة هي التي تجعل الإنسان يتوهم بان عصفورة في الحاضر خير من عشرة في المستقبل ، فيتقرب الى الدنيا لأنها عاجلة وان كانت شرا ، غافلا عن ان (ربّ اكلة منعت أكلات) بينما يتنازل عن الآخرة ويحيد عن طريقها.
وقوله تعالى : (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) تعليل لقوله (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) ذلك لان الخير بحاجة الى صبر. والمسؤولية لا تنمو في قلب عجول ، وانما في قلب مطمئن صبور ، ولعل الآية الكريمة تذكر أيضا بان تأخر الجزاء عن وقت العمل قد يغري الإنسان الغافل بارتكاب الجرائم لان الإنسان كان عجولا.
والعجلة من ذات الإنسان ، حيث انها نابعة من الجهل بالمستقبل ، والاحتجاب عن غيب الزمن ، بينما الصبر وليد العقل ، والعلم بالنتائج المستقبلية ، ومعلوم ان ذات الإنسان جهل ، والعلم من الله ، وهكذا تكون الآية منتظمة الى سياق الآيات التي تذكرنا بالمسؤولية.
المسؤولية وعامل الزمن :
[١٢] (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ)
فالليل وما فيه من سكون وهدوء آية من آيات الله ، وكذلك النهار وما فيه من تحرك ونشاط آية أيضا.