فاذا أراد الإنسان الدنيا فان الله يؤتيه منها بقدر حكمته ووفق سنته.
(ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً)
فيذم نفسه ، ويذمه الآخرون ، ويدحرونه ، اي يبعدونه عنهم وكذلك الله يذمه ويدحره.
(وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً)
وتشير الآية الى ان سعي الإنسان في الدنيا مفيد ، فان كان يريد الدنيا فان الله سبحانه يعطيه منها بقدر ، ومن أراد الآخرة يشكره الله على سعيه.
ولكسب رضى الله والفوز بالجنة لا يكفي الإنسان ان يحلم بذلك ، بل عليه ان يسعى من اجله ، وان يكون مؤمنا بعمله ، يؤديه عن خلوص نيّة.
[٢٠] (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً)
وقد يتساءل المرء : من اين تأتي قوة الإنسان التي يختار بها طريقه ويسعى بها فيه؟
الحقيقة ان قوة الاختيار ، وقوة السعي هي من عند الله ، فحتى العصاة يستمدون قوتهم من الله ، فليس عطاء الله ممنوعا عن أحد ، وهذا منتهى الحرية الممنوحة للبشر.
[٢١] (انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ