(وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً)
فكم يتعب الأب والام على الابن ، فالام تنهض في الليالي الظلماء من نومها ، وتترك فراش الراحة من أجل ان تغذي طفلها وتهدأه كما يخوض الأب غمار الاخطار من أجل إطعام ولده ويسهر على راحته ، فلا بد ان يطلب الابن لوالديه الرحمة من الله. والآية تدل على : ان الدعاء بحق الآخرين نافع لهم كما ان الشفاعة ـ وهي نوع من الدعاء ـ نافعة بحق المذنبين.
[٢٥] (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً)
فالله يعلم بما يجري في نفوس الأبناء من تمنيات وطلبات ، فقد ترى الابن يسب أبويه إذا ما مرضا ، ولكن الله يدعونا الى ابعاد الشيطان ووساوسه عن النفس ، والاستغفار لهما عما مضى فانه تعالى غفور ودود. ولعل الآية تعالج ـ عبر الأمر بالإحسان والرحمة والاستغفار ـ وهي التي تنظم علاقة الأبناء بالآباء في هذه المجموعة من الآيات. ـ تعالج عبرها مشكلة صراع الأجيال ، إذ كل جيل يعيش وضعا مختلفا عن الجيل الماضي ، وبالتالي : ينتقد الجيل الماضي ، كما يتعرض عادة لانتقادات لاذعة منه ، والسبيل الى حل المشكلة :
اولا : بالإحسان ، إذ ان جيل الأبناء ذي القوة النامية يجب ان يجعل بعضا من قدراته للجيل الذي تتلاشى الآن قواه. ليمتص كثيرا من تحفظاته النابعة عن فقده لمصالحه.
وثانيا : بالأخلاق الحسنة ، كالتشاور والاحترام والتذلل رحمة وليس صغارا.
وثالثا : بالعفو عن سيئاتهم والاستغفار لهم فهل انهم كانوا مخطئين أفلا