وهنا يشبه القرآن البخلاء بالذين يربطون أيديهم بأعناقهم فيخنقون أنفسهم. ذلك انما يجمع الإنسان المال من أجل ان يكون حرا في التصرف. وليسهل عليه الصعاب ، فاذا بخل فان الهدف من امتلاك المال سوف يتلوث ويصبح العكس. إذ سيصبح هو خادما للمال وهكذا يكون البخل هو الفقر الحاضر.
٢ ـ (وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)
وهناك ـ على العكس من البخلاء ـ أناس يبسطون أيديهم الى درجة انهم يفقدون كل شيء ، فيتحسرون على ما فاتهم ويتأوّهون ، وبالتالي فان الناس سوف يذمونهم ويلومونهم على فعلتهم.
وهؤلاء انما يفقدون توازنهم وحسن التصرف بسبب حبهم المفرط للمساكين ، ولهذا الفريق من الناس يقول تعالى :
[٣٠] (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً)
فالله يبسط الرزق بحكمة ويضيق ويقدر بحكمة أيضا. فلا يفكر أحد بأنه سيكون ارحم من الله لعباده. ولعل الآيتين تنظمان سلوك البشر فيما يرتبط بالمال بصفة عامة فعلى الإنسان ان يتوخى القصد في الصرف. فيعطي بقدر ، ولا يبذر ولا يبخل.
الثقة بالله مفتاح السعادة :
[٣١] (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ)
كان بعض الاعراب يقتلون أولادهم خشية الفقر والفاقة فطمأنهم الله بقوله :