علية. فيتملص عن المسؤولية باسم الحتمية التاريخية. أو الاجتماعية أو الطبيعية أو ما أشبه.
وهذا نوع من تأليه الطبيعة أو المجتمع. وجعلها فوق قدرة الله. وفوق قدرة الارادة التي منحها الله للإنسان.
٢ ـ الفداء حيث يزعم البشر انه إذا كانت أوامر الرب شاقة ، ولا يمكن احتمالها إذا دعنا نتصور وجود أرباب آخرين نهرب من الرب الأعلى إليهم لينقذونا عن صعوبات المسؤولية التي يفرضها ربنا الأعلى سبحانه وتعالى.
وهذه هي فكرة الفداء التي تسربت الى مذهب النصاري.
وسواء فكرة الحتميات أو الفداء فان الايمان بالله الواحد الأحد ، ينفيها ويجعل البشر وجها لوجه امام المسؤوليات الكبيرة.
ان من يؤمن بالله ولا يتخذ بينه وبين عقله حجابا يشعر في اعماق ذاته بان الله قد جعله مستقلا في قراراته حرا فيما يشاء. فاذا وصل الى هذه الحقيقة تحمّل مسئولياته اعتقادا منه بان متغيرات حياته كالصحة أو المرض ، والاستغلال أو العبودية والغنى أو الفقر وما الى ذلك انما هي من عند نفسه أيضا ، والإنسان البسيط غير المعقد والبعيد عن الشّهوات يشعر دوما بهذه الحقيقة وهذا الاحساس يدفع به نحو تحمل المسؤولية ، لأنه حينما يعترف بواقعه يرسم لنفسه خطة حكيمة لكي يصل بها الى اهدافه.
في المقابل نجد إنسانا يتصور بان هناك أشياء اخرى فوق عقله ، تلك ما يسمونها اليوم بالحتميات ـ حتميات التاريخ والاجتماع والاقتصاد والسيكولوجيا والتربية ـ فيزعم أحدهم بان الحتميات هي التي تصنع الإنسان ، وليس للإنسان ان يتخذ