والإنسان الّذي يدعو الى الله ، ويحمل رسالته الى الآخرين ، هو أقرب الناس الى هذه الزلة الشّيطانية الّتي ينفذ من خلالها الى قلبه يدعوه لتكفير الآخرين واسقاطهم من قائمة المؤمنين.
ويعالج القرآن هذه المشكلة بقوله : لا تحكموا على الناس بالباطل لأنكم قد تحكمون على أحد بالانحراف ثم يتوب فيتوب الله عليه ، بينما يبقى الّذي حكم بينهم بذلك رهين خطأه الّذي قد لا يستغفر منه ، فلا يتوب الله عليه ، وربما يستغفر ولكن الله لا يتوب عليه لان ذلك الشّخص لم يغفر له ، وهذا هو الذنب الّذي لا يترك في الآخرة.
جاء في الحديث : «الا وان الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفر ، وظلم لا يترك ، وظلم مغفور ، فاما الظلم الّذي لا يغفر فالشرك بالله تعالى ، قال تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ، واما الظلم الّذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات (اي الذنوب الصغيرة) ، واما الظلم الّذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص هناك شديد (اي في الآخرة) ليس هو جرحا بالمدى ولا ضربا بالسياط ، ولكنه ما يستصغر ذلك معه»
أذن قد يدخل الجنة ذلك الإنسان الّذي نعتقد بأنه منحرف فاسق ، بينما ندخل نحن النار ، قال الله سبحانه وتعالى : يصف أهل النار : (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ* إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) إذا فلا تحكموا على الناس احكاما ارتجالية بل ليكن مقياسنا في الحكم عليهم بمدى التزامهم بالقيم.
إذن لا تغتر بحسناتك ، ولا تعب على الناس سيئاتهم ، ولا تعتبر نفسك أفضل من الناس. ولعل الشّخص يعيب على أخية فعلا وهو يرتكب ما هو أقبح منه ، بل قد