والأعناب وألوانا من الثمرات الأخرى؟
انه الله ، ولكن المتفكرين من الناس هم الذين يهتدون بهذه الآيات وسخر الليل والنهار للإنسان ، وسخر الشمس والقمر كما سخر النجوم. كل تجري في فلك. أن هذه الآيات ينتفع بها من ينتفع بعقله ، وهيّء في الأرض للبشر ألوان المنافع ، فمن تذكر اهتدى بهذه الآيات الى الله. خالقها ومدبرها.
وجعل الله البحر بحيث يستفيد منه الإنسان لحما طريا ، كما أودع في قاعه أنواع الزينة ، وهيأه للسفن التي تمخر فيه ، كل ذلك لكي يسعى الإنسان من أجل رزقه ثم يشكر الله عليه.
وإذا خرجت الى البر رأيت الجبال التي تقوم بدور المراسي (١) تحافظ على تعادل الأرض وتمنع ميلانها ، وأودع فيها مخازن المياه التي تتفجر أنهارا ، كما جعل فيها طرقا يسلكها البشر ويهتدي فيها بعلمه ، ولعله يهتدي الى ربه بذلك العلم.
والله سبحانه أودع في السماء علامات يهتدي بها البشر ، ووراء كل آية حقيقة ، ووراء آيات الكون حقيقة الالوهية ، فهل الذي يخلق كمن لا يخلق ، لماذا لا نتذكر؟
كل تلك النعم ـ التي لو عديتها لما أحصيتها ـ شاهدة على ان الله غفور رحيم بعباده.
بينات من الآيات :
[١٠] الله الذي قدّر الكون بحيث انزل لكم ومن أجل استمرار معاشكم ماء من السماء تشربون منه ، كما ينبت لكم الله به مراع لانعامكم ، ولو لا المطر من اين
__________________
(١) المراسي : جمع مرساة بمعنى انجر السفينة الذي تقف به في البحر.