الذين ضغطوا على رسول الله ليغيروا بعض ما اوحي اليه ، وانئذ يتخذوه خليلا ، وعصمة الله هي التي تحفظ البشر من السقوط في شرك إبليس ، ورسول الله معصوم عن الميل إليهم بأذن الله ، ولو انه ركن إليهم شيئا قليلا لا ذاقه الله ـ إذا ـ ضعف الحياة وضعف الممات ، ثم لا ينصره الله شيئا.
هكذا يستقيم المؤمنون امام مكر إبليس وشياطينه ، الهادف تضليلهم ، اما عن قوتهم وارهابهم فإنهم أرادوا ان يستفزوا رسول الله من أرضه ، ويخرجوه منها ، ولكنهم ان فعلوا أطبق عليهم العذاب. تلك سنة الله في الماضين ، ولا تجد لسنة الله تحويلا.
ولكي نقاوم ضغوط الشياطين علينا ان نقيم الصلاة لدلوك الشمس (وقت الظهيرة والعصر) الى غسق الليل (المغرب والعشاء) وقرآن الفجر (صلاة الصبح) ان قراءة القرآن تشهده الملائكة ، وان نقوم الليل للتهجد نافلة ، ان ذلك وسيلة التقرب الى الرب ولبلوغ المقام المحمود ، وان ندعو الله لكي يجعل مدخلنا مدخل صدق ، ومخرجنا مخرج صدق ، وان يجعل لنا من لدنه سلطانا نصيرا ، وان نحيي الحق ونميت الباطل.
تلك كانت مناهج الرسالة لتحدي خطط إبليس ، ونلخصها في خمسة بنود ، اقامة الفرائض ، والتهجد في الليل ، والصدق في جميع المواقف ، والتوكل على الله ، وأخيرا الثقة بنصره. وهذا هو محتوى رسالة الله التي أوحاها الى عبده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله.
ولان سورة الإسراء تبين حقائق الوحي الإلهي تحدثنا عنها في أغلب دروسها ، وضمن بيان حقائق اخرى تتناسب معها كقضية مكر إبليس الّذي يريد إغواء بني آدم ، فيوفر الله لهم حبل الخلاص برسالاته التي اوحى بها.