ما أظهره الله في الأرض وما انشأه وفطره من اجلكم ولمنفعتكم.
(مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)
[١٤] والله سخر الطبيعة للإنسان ، ولكن على الإنسان ان يسعى هو بدوره من أجل إنجاز هذا التسخير في بعض الأحيان ، فليس النّعم تأتي دائما كماء السّماء ، بل قد تحتاج الى معالجة جادة والى المخاطرة كالصيد في البحر. والسّفر عبره للتجارة.
(وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها)
فالبحر مثل مخزن كبير لأفضل أنواع اللحوم تحصل عليها فيه بأقل جهد وكذلك للحلى.
(وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ)
المخر : شق الماء عن يمين وشمال. ويحدث هذا الشّق صوتا يشبه صوت العاصفة ، وهنا يذكرنا القرآن بمرحلة رابعة للعلم هي :
دال : مرحلة الاستفادة العملية من العلم ، تلك التي نسميها اليوم التقنية ، وربما يسميها القرآن بالاكتساب.
(وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
أي تسعوا في البحار للحصول على رزقكم الّذي هو فضل الله ، وبعدها تأتي المرحلة الخامسة وهي :
هاء : مرحلة الرضا النّفسي ، ذلك الّذي يفرزه الشّكر فان إشباع حاجات الجسد