عن طريق النّعم لا تكفي ، إذا ظلت النّفس قلقة ، تحرص أبدا على شيء مفقود ، اما إذا شكر الإنسان ربه ، وعرف ان النّعمة ليست من حقه ، بل هي من فضل الله ، وتذكر الأيام التي كان يحتاج إليها وكيف حصل عليها بسعيه أو برزق الله ، فان نفسه تمتلأ سكينة وهدوءا «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
وتبقى أمامنا درجة نعرج فيها الى ذروة الكمال في درجات العرفان ، وهي درجة الهداية التي تذكرها الآية التالية.
[١٥] كما السّفينة في اعالي البحار بحاجة الى مرساة تحفظها وسط الأمواج المجنونة ، كذلك الأرض التي تسبح في الفضاء تدور حول محور الشّمس ، بحاجة الى ثقل يرسيها ويوقف اهتزازها ، والجبال هي تلك المراسي.
(وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ)
أي وضع الله فوق الأرض جبالا عالية.
(أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)
أي لكي لا تتحرك بكم فتزعجكم إنّ الجبال متصلة من الداخل ببعضها ، لتكون حصنا منيعا للأرض يمنع الزلازل والهزات التي يتعرض لها كوكبنا بسبب الغازات الداخلية. كما انّ الجبال تمنع العواصف الشّديدة التي تجوب سطح الأرض باستمرار ، وتمتص قوتها وهي ـ في ذات الوقت ـ تعطي قوة اضافية للأرض لمقاومة جاذبية القمر ، وفجر خلال الجبال عيونا. بسبب مخازن المياه العظيمة في بطن الجبال.
(وَأَنْهاراً)