ادعيت اثنين فرجه ما بينهما حتى يكونا اثنين ، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما فيلزماك ثلاثة فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلت في الاثنين ، حتى يكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ثم يتناهى في العدد الى مالا نهاية له في الكثرة» (١)
ان ما يتوهمه المتوهمون هو مخلوق لهم ، مردود عليهم ، فالله لا يوصف بتمثيل ولا يشبه بنظير فبدل ان يفكروا في ذات الله يجب عليهم ان يتفكروا في خلقه الذي يقودهم اليه.
(وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً)
ليس من الصحيح ان نقول ان الله أكبر من كل شيء ، فهل هناك شيء يحتمل ان يكون أكبر منه!؟ وانما نقول هذا الشيء أكبر من هذا الشيء لوجود تقارن بينهما ، ولكن الأصح ان الله أكبر من ان يوصف ، لا ان تقول الله أكبر من الشمس فهناك إذ ليست هنا لك مقارنة بينهما ، كيف تضع الحقير المخلوق بجانب الخالق الكبير؟! ولكن يمكنك ان تقول : ان الشمس أكبر من القمر.
جاء في الحديث عن أبي عبد الله (ع) قال لجميع بن عمير :
«اي شيء الله أكبر»؟
فقلت : الله أكبر من كل شيء ، فقال : «وكان ثم شيء فيكون أكبر منه»؟ فقلت : فما هو؟ قال : «أكبر من ان يوصف» (٢) وجاء في حديث آخر : عن أبي عبد الله (ع) قال رجل عنده : الله أكبر فقال : الله أكبر من اي شيء؟ فقال من كل شيء ، فقال : حددته فقال الرجل : كيف أقول؟ قال : قل الله أكبر من ان يوصف (٣)
__________________
(١) نور الثقلين ج ٣ ص ٢٣٨
(٢ ، ٣) نور الثقلين ص ٢٣٩ ج ٣