الغرابة عنده وجديدة عليه والثورة على الظلم هي احدى سنن الله في الحياة ، لأن الله يأمر بالعدل وهو قائم بالقسط. كما بينت الآيات أسلوب الثورة وهو : ان يستجيب الإنسان لإلهام فطرته ، ويفجر الثورة على كل ألوان الظلم ابتداء من نفسه ، ويعتزل مجتمع الشرك والجاهلية ، ثم يأتيه تأييد الله الذي يهديه الى الوسائل المادية والمعنوية للانتصار.
ثم تحدثت الآيات من (١٧ ـ ٢٠) عن الألطاف الإلهية والنفحات الربانية التي يتعرض لها الذين يقومون لله وباسم الله ، الى الحد الذي قد يوقف الله سبحانه معه بعض السنن الطبيعية أو يغيّرها لمصلحتهم ، ثم أشارت الى سلاح هام يعطيه الله لأوليائه وهو سلاح الرعب ، وتعرضت الآيات لذكر بعض الصفات الأخلاقية الثورية ، كما بيّنت ان أول مرحلة من مراحل العلم بالنسبة للإنسان هو الاعتراف بالجهل ، ثم اقتباس العلم من منبعه الحقيقي وهو : الله العليم الحكيم.
ثم تابعت الآيات من (٢١ ـ ٢٦) عن دور حادثة أهل الكهف كواحدة من الظواهر التي تبيّن للناس صدق وعد الله وترفع من نفوسهم كل ريب حول قضية الساعة والمبعث ، ثم أشارت بطريقة ايحائية الى موقف القرآن من زيارة قبور الأولياء والصالحين ثم بينت ان الإسلام يؤيد المنهج العلمي القائم على الحقائق لا على الرجم بالغيب والجدليات العميقة ، وان القرآن يدعوا الى المرونة والتكيف السليم مع الحياة ويرفض البرامج الجامدة والأفكار المتحجرة.
وتحدثت الآيات من (٢٧ ـ ٣١) عن الضمانات الوقائية للإنسان تجاه ضغوط زينة الحياة ، وهي تلاوة القرآن والاتصال الدائم بالله ، والانتماء الى التجمع الإيماني القائم على أساس المبادئ الرسالية ، لا الاعتبارات المادية ، وأخيرا التحلي بروح التحدي والاستعداد للصراع ، ثم بيّنت المقياس الذي يتبعه الإنسان لمعرفة القيادة الصالحة ، ثم عرضت صورا مجسمة للجنة وللنار فيها عبرة لمن اعتبر.