وبيّنت الآيات من (٣٢ ـ ٤٤) موقف الإنسان من النعمة والمنعم ، وان من مكر الله بالجاحدين ان يملي لهم فيوسع النعمة عليهم ، ومن ثم يؤدي اغترارهم بها الى إنزال العقوبة الصارمة بهم ، ثم بيّنت مراحل التدهور العقيدي ومن ثم السلوكي عند الإنسان الكفور ، الذي يستند على معادلة خاطئة وهي ان العطاء في الدنيا دليل رضى الله ، بينما هو في الواقع امتحان للعباد ، كما بيّنت ان الخضوع للثروة والأثرياء فيصبح بمنزلة الشرك بالله ، وان الولاية الحقيقية على العباد لله الصمد فقط ، لا لغيره من المخلوقات التي يطرأ عليها التغيير والزوال.
وصورت لنا الآيات من (٤٥ ـ ٤٩) الحياة من واقع قصة الطبيعة ، ودعت الى الاهتمام بزينة الآخرة وهي الباقيات الصالحات ، ثم بيّنت دور العمل الصالح في بناء الحضارة ، ودعت الى شمول النظرة المستقبلية ، وامتدادها الى ما بعد هذه الحياة الزائلة.
ثم عرضت لنا مشهدا من مشاهد يوم القيامة يبين لنّا ان كل شيء في هذه الحياة يتحرك ولا يثبت على حال ، حتى الجبال الراسيات ، اذن فلا مسوّغ للاعتماد على زينة الدنيا لأنها هي الأخرى تتحرك وتزول ، وحمّلت الإنسان مسئولية اعماله كاملة امام ربه ، تلك الأعمال التي سيراها مسجلة بالكامل ومجسمة امامه ، ان خيرا فخير ، وان شرا فشر.
ثم جاءت الآيات من (٥٠ ـ ٥٦) لتبين موقف الإنسان من أصحاب الزينة ، وهم المستكبرون في الأرض وعن طريق الصور التاريخية والمستقبلية ، يحث القرآن على إيجاد فاصل بين المؤمنين وبينهم ، فلا يتبعونهم ولا يتخذون منهم عضدا ، لأنهم أعداء أولا ، وجاهلون مضلون ثانيا.
ثم تحدثت عن دور التصور الذهني في معرفة الحقائق الغيبية ، وبينت ان جدل