عندكم؟ فقال له : الشاب ، فقال : لا ، الفتى : المؤمن ، إن أصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم الله فتية بأيمانهم» (١)
[١٤] (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا)
اي ثاروا وانتفضوا ، ولكن لماذا يقول وربطنا على قلوبهم؟
ذلك لأن الإنسان الذي يريد أن يتحرر من ربقة الطاغوت يرى ـ في بداية أمره ـ القضية غامضة ، ثم يتقدّم قليلا فتتضح معالمها أمامه ، ولكنه لا يملك القدرة الكافية على الصمود والمقاومة ، فهنا يزيده الله ارادة وعزيمة ، ويربط على قلبه حتى لا يتردد ، ويستمر في ثورته متحررا من الخوف.
ان بداية القيام أن تنطلق أنت ، ولكن بعد ذلك تجري حلقات النهضة بطريقة متتابعة وبتأييد الهي ، اي ان الله سبحانه وتعالى يتولى أمرها فيزيد الثائرين وضوحا في الرؤية ، ويقوي معنوياتهم ، ويوفر للثورة أسباب النجاح سواء بطريقة عادية أو غير عادية.
(فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
هذه الكلمات الثورية الشديدة القاصفة كالرعد لا تصدر عادة الا عن رسول ، ولكنها صدرت عن هؤلاء بتأييد الله ، اي بعد ان ربط على قلوبهم.
ثم يعلنون انهم عازمون على المضي في الثورة وعدم النكوص ..
(لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً)
__________________
(١) نور الثقلين ج ٣ ص ٢٤٥